الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

هل قال ابن تيميه الله ينزل مثل نزولي ؟

هل قال بن تيمية: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر ؟؟؟

الحمد لله
أما بعد :

ساق الإمام البخارى بسنده إلى مُصْعَب بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيّ النَّاس أَشَدّ بَلَاء ؟ قَالَ : الْأَنْبِيَاء ، ثُمَّ الْأَمْثَل فَالْأَمْثَل ، يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه "

وهكذا يبين لنا النبى صلى الله عليه وسلم درجات الناس فى الإبتلاء
أشدهم بلاءاً الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه .

ثم الأمثل ... أى أمثل الناس ولا يكون كذلك إلا بقربه من النبى صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه
فتقدر شدة البلاء بشدة التمسك بما جاء به النبى صلى الله عليه
فله من البلاء على قدر دينه
ولا تزال التهم والإفتراءات تلقى على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم و الأفاضل الأكارم من بعد بعدهم
ومعلومة هى الإفتراءات على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم
من قديم الأزل إلى وقت الناس هذه

وكذلك ما يلصق بالأفاضل الأكارم معلمى الناس الخير حراس العقيدة شيوخ الأمة
ومن هذا : ما يشنع به أهل البدع من رافضة وصوفية وأشاعرة وغيرهم
على شيخ الإسلام بحر العلوم "بن تيمية الحرانى" رضى الله عنه
وكثيرة هى التهم التى هو منها براء
قالوا : مجسم
قالوا : مشبهة
قالوا : حشوى
قالوا : ناصبي
وغيرها مما هو معروف من كلام القوم
ولقد وقفت على فرية شنيعة أثيمة يرمونه بها
ألا وهى قولهم أنه مجسم مشبه !!
وكيف ذلك ؟

هل شيخ الإسلام صاحب العقيدة الواسطية والتدمرية والحموية وغيرها .... مجسم مشبه !! إنكم لتقولون قولا عظيما
ما دليلكم أيها الحمقى .. قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
قالوا : إنظروا ماذا قال عنه "بن بطوطة " الرحالة المؤرخ .
وهو من معاصريه .

وماذا قال "بن طوطة" ؟؟

قال بن بطوطة كما هو مدون فى رحلته
ما نصه " وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا أن في عقله شيئاً. وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: إن هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول ؟ قال: لا إله إلا الله فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواماً. وصنف في السجن كتاباً في تفسير القرآن سماه البحر المحيط، في نحو أربعين مجلداً. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية. وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به.إنتهى

قلت / دعونا ننظر فى حال هذا الكلام
وبعد النظر تبين أن نسبة الكلام لابن بطوطة صحيحة
ولكن تبقى شىء مهم ... ألا وهو التاريخ ..
فبه تبين الحقائق

يقول بن بطوطة " وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم"

يعنى كان موجود وقتها .. تنبه لهذه

طيب متى يا بن بطوطة دخلت دمشق ؟؟

يقول فى رحلته المدونه " ولفرط اشتياقي إلى دمشق وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام، فنزلت منها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابشية، ودمشق هي التي تفضل جميع البلاد حسناً وتتقدمها جمالاً،"إنتهى

إذن بن بطوطة دخل دمشق فى رمضان "726"هــ

جميل جدا
ننظر إلى هذا التاريخ جيدا ثم نعيد النظر إلى تاريخ بن تيمية

أين كان بن تيمية فى هذا التاريخ
توفى بن تيمية فى ذى القعده "728" أى بعد دخول بن بطوطة دمشق بسنتين
وأين كان بن تيمية فى هذه السنتين ... حتى يراه بن بطوطة وهو يخطب على المنبر ؟؟؟
الصاعقة أقصد الجواب : أنه كان فى السجن ...!! نعم كان شيخ الإسلام محبوسا فى سجن القلعة

قال بن حجر فى الدرر الكامنة
" ثم قاموا عليه مرة أخرى في شعبان سنة 726 بسبب مسألة الزيارة واعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة 728"

الخلاصة
بن بطوطة دخل دمشق فى رمضان
وشيخ الإسلام دخل السجن فى شعبان لنفس السنة وظل فيه إلى أن مات رحمه الله
فأين رأه بن بطوطة وهو يخطب على المنبر يوم الجمعة !!!

وإلى هنا أنتهى الجواب وظهر الكذب والحمد لله

اللهم أغفر لشيخ الاسلام بن تيمية واعف عنه

اللهم أمين







افتراضيرد: هل قال بن تيمية: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر

تعزيزا للموضوع
قال الشيخ المحقق (محمد بهجت البيطار)
فى كتابه (حياة شيخ الإسلام )
تحت عنوان
دفع فرية عن ابن تيمية

بحث تاريخى علمى

لقد صدق كثير من العلماء والادباء فى مختلف العصور هذه الرواية الأتية فى رحلة بن بطوطة الشهير

وجعلوها قضية مسلمة يرونها ويتوارثونها إلى عصرنا هذا .

حتى أن دائرة المعارف الإسلامية التى تنقل إلى العربية فى مصر قد ترجمت لآبن تيمية ترجمة بقلم الإستاذ محمد بن شنب

فيها أغلاط كثيرة ونقلت عبارة بن بطوطة هذه وهى قوله عن إمام الشام وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله

(وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم . فكان من جملة كلامه أن قال "إن الله ينزل إلى سمادء الدنيا كنزولى هذا , ونزل درجة من درج المنبر " )

فرأيت أن أنشر كلمة فى هذا الموضوع تكون الحد الفاصل بين الحق والباطل


1 ـ ان بن بطوطة رحمه الله لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان وصوله الى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية , وكان سجن شيخ الاسلام فى قلعة دمشق في أوائل شهر شعبان من ذلك العام 726هـ و لبث فيه الى ان توفاه الله تعالى ليله الاثنين لعشرين من ذي القعدة عام 728هـ !!!!!!!

فكيف رأه بن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمعه يقول (ينزل ربنا .... إلخ )


2 ـ ان رحلة ابن بطوطة مملوءة بالروايات و الحكايات الغريبة و منها ما لا يصح عقلا ولا نقلاً و هو يلقي ما ينقله على عواهله ولا يتعقبه بشئ فمن ذلك قوله و في وسط المسجد الأموي في دمشق قبر زكرياعليه السلام – و طبعا المعروف في هذا و الذي يقال انه قبر يحى – عليه السلام – و قال ايضاً و قرأت في فضائل دمشق عن سفيان الثوري ان الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة و يمر عليها دون اي تعليق و هذا طبعا لا يقال من قبل الرأي و سفيان أجل من ان يفضله على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وهما لم يبلغ الثواب فيهما هذه الدرجة كما هو معلوم للمحدثين وغيرهم

و من نقوله التي اقرها و لم ينكرها النذور للقبور المعظمة و الوقوف على ابواب الملوك و من ذلك النذر لابي اسحاق اذا هاجت الرياح في البحار و اشتدت الأخطار , وهو مالم يبلغه أهل الجاهلية الذين قال الله تعالى عنهم (فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )

3 ـ لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة ( فحضرته وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم....)

بل لم يكن يخطب او يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله و نزل درجة من درج المنبر و انما كان يجلس على كرسي يعظ الناس و يكون المجلس غاصاً بأهله

قال الحافظ الذهبي::

و قد اشتهر امره و بعد صيته في العالم و أخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتلعثم و كان يورد الدرس بتؤدة و صوت جهوري فصيح و قال و فسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره أيام الجمع

قال علم الدين البرزالى :: (فى معجم شيوخه )

و كان يجلس شيخ الاسلام ابن تيمية صبيحة كل يوم جمعة يفسر القرآن العظيم فانتفع بمجلسه و بركة دعائه و طهارة انفاسه و صدق نيته وصفاء ظاهره و باطنه و موافقة قوله عمله . و انما كان يخطب الناس يوم الجمعة على منبر الجامع الاموي رئيس القضاة ( جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزوني و قد كان خطيب المسجد و امام الشافعية فيه و كان سكناه بدار الخطابة.و هذا الكلام موجود في الجزء الاول من كتاب ابن بطوطة صفحة 56 و كان هو الخطيب المعين في تلك الفترة جلال الدين القزوني .

و مما تقدم يعلم بان ابن تيمية كان مدرسا و واعظاً لا خطيباً و كان يلقي درسه في التفسير صبيحة كل جمعة و هو جالس على كرسي في الجامع الأموي لا واقفاً على المنبر لينزل درجة عنه و قد أشار لذلك الحافظ المؤرخ بن عبد الهاديرحمه الله – بقوله ان الشيخ جلس يوم الجمعة على عادته و قال و هو يصف حاله و احواله بمصر و يتكلم في الجوامع يوم الجمعة من بعد العصر فهو لم يقل على منابر الجمعة ولا على منابر الخطابة

إلى أن قال

على أن بن بطوطة لم يكتب رحلته بقلمه , وإنما أملاها على بن جزى الكلبي وقال هذا فى المقدمة (ونقلت معانى كلام الشيخ أبى عبدالله بألفاظ موفيه للمقاصد التى قصدها موضحة للمعانى التى أعتمدها )

فيجوز أن يكون ذلك من تحريف النساخ أو وسوسة بعض الخصوم والله تعالى ألعلم

إنتهى بتصرف من كتاب

(حياة شيخ الإسلام ) للشيخ المحقق محمد بهجت البيطار

وكذلك نقله مختصرا العلامة بن حجر أل بوطامى فى كتابه (العقائد السلفية بالأدلة النقلية والعقلية )

والحمد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.